لو سألنا اي شخص اليوم ماهي الاية القرانية التي تبيح تعدد الزوجات ؟؟ لرد بكل تأكيد ((فَـانْـكِـحُـوا مَـا طَـابَ لَـكُـمْ مِـنَ الـنِـسَـاءِ - مَـثْـنى وَ ثُـلاَثَ وَ رُبَاعَ)) متجاهلا بداية الاية والتي ربما واقول ربما لايكاد يعرفها !!
ولكن هل هذه الاية تبيح بالفعل تعدد الزوجات ؟؟

فالنعد الى الاية القرانية ونأخذها من البداية (( وَإنْ خِـفْتُـمْ ألاَّ تُقْـسِـطُـوا فـي الـيَتَامـى - فَـانْـكِـحُـوا - مَـا طَـابَ لَـكُـمْ مِـنَ الـنِـسَـاءِ - مَـثْـنى وَ ثُـلاَثَ وَ رُبَاعَ ))

فمن يقرأ الاية بتدبر يرى بأن الاية تحوي على شرط وجواب شرط !! وشرط الاية هو الاقساط في اليتامى !! اي ان لم تستطيعوا العدل باليتامى تستطيعون ان تتزوجوا ثانية وثالثة من الارامل كي تحفظوا وتكفلوا رعاية اليتيم !!! ولا اعلم حقيقتا سر اقتتطاع النص القراني واخذ منه مايلبي رغبات الرجل الجنسية فقط !!

فهل يمكن لدين عادل يحارب الظلم ويسعى للعدالة بين جميع فئات المجتمع ان يقوم بكسر مشاعر المرأه واحاسيسها لاشباع رغبات الرجل الجنسية فقط !! , كما وإنا لو قرأنا الاية التي تسبق هذه الاية لوجدناها تتكلم عن اليتنامى !! فأقتتطاع الاية واخراجها من سياقها امر غير صحيح وسيخل بمعنى الاية وهو اشبه بأقتتطاع الاية التي تقول ((فويل للمصلين)) والتي لايمكن ان نفهمها دون ان نقرأ الاية التي تليها والتي تقول ((الذين هم عن صلاتهم ساهون)) !!
 فتعدد الزوجات والذي اصبح مشكلة في زمننا هذا اكثر من كونه حل لقضية اجتماعية مهمة جدا وهي (الاقساط باليتامى !) كان لابد ان نطبقه استنادا الى النص القراني وبعيدا عن الروايات والخرافات التي ماانزل الله بها من سلطان .

حقيقتا هذه نظرتي لتعدد الزوجات استنادا الى النص القراني الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه واتستنادا الى عدالة هذا الدين الحنيف وانصافه لكل ابناء المجتمع! ولكن كي نضع النقاط على الحروف ونوضح المساله بصورة اكبر لابد من سؤال شخص علمي محترم ومختص ذو تفاسير رائعة الا وهو الدكتور الرائع #علي_منصور_كيالي Ali Mansour Kayali والذي طلبت منه تفسير هذه الاية بعمق كي اتفهم هذه الحقيقة بصورة اكبر
 وقام بالرد على سؤالي مشكورا ووافاني بالاجابة المفضلة والممتعة والتي سأكتبها لكم كما وصلتني :

#مقالة_تعدد_الزوجات_للدكتور_علي_منصور_كيالي

(((ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذَا كَانَ تَعَدُّد الزَوجاتِ ضَرورَةً ، فَإنَّ [ آدمَ ] عليه السلام هُوَ الأحْوَجُ لِتَعَدُّدِ الزَوْجاتِ ، مِنْ أجْلِ تَكاثُرِ البشَريَّةِ في بِدايَةِ وُجُودِهَا ، مَعَ ذَلِكَ نَجِدُ أنَّ اللّهَ قَدْ خَلَقَ لَهُ حتى في الجنة [ زَوْجَةً واحِدَةً فقط ] .
 _ وَ تَعَدّدُ الزَوْجَاتِ جَاءَ [ لِحَلِّ ] مُشْكِلَةٍ اجْتِماعيّةٍ هي [ مشكلة اليتامى ] في المجتمع ، بَيْنَمَا بالمَفْهُومِ الدارِجِ أصبح تعدّد الزوجات [ يَخْلُقُ مُشْكِلَةً ] اجْتِماعيّةً ، فَكَلِمَةُ [ الضُرّة ] جَاءَتْ مِنَ [ الضَرَرِ ] .
.
فَإذا مَا رَجَعْنَا إلى [ الآيَةِ الوَحيدَةِ ] في القُرْآنِ و هي :
 ( وَ - إنْ - خِـفْتُـمْ ألاَّ تُقْـسِـطُـوا فـي الـيَتَامـى - فَـانْـكِـحُـوا - مَـا طَـابَ لَـكُـمْ مِـنَ الـنِـسَـاءِ - مَـثْـنى وَ ثُـلاَثَ وَ رُبَاعَ - فَإنْ خِــفْـتُمْ ألاَّ تَعْـدِلُـوا ، فَـواحِـدةً 000 ذَلِـكَ أَدْنى أَلاَّ تَعُـولُـوا ) النساء 3 .
.
 نـلاحظ في الآية مـا يلي :

(1)- إنْ : شَرْطيَّةٌ جازِمة .
(2)- تُقْـسِـطُـوا فـي الـيَتَامـى : فالموضُوعُ إقْسَاطُ يَتَامى ، و ليس تعدّد زوجات .
(3)- فَـانْـكِـحُـوا : حرف الفاء هو [ جَوابُ شَرْطٍ لازم ] .
(4)- أَلاَّ تَعُـولُـوا : عَدَمَ الإقْسَاطِ في يتامى المجتمع
(5)-  استخدم حرف [ مَـا ] بعد كلمة انكحوا ، و حرف [ مَـا ] يدلّ على [ الرمزية لغيْر العاقل ] ، بينمـا للعاقل منَ البشر نستخدم حرف [ مَنْ ] ، فنقول : [ مَنْ هذا ] .
(6)-  خفتُم ألاّ تعدلوا : يقصد هنا العدل في اليتامى ، و ليسَ بين النساء ، لأنّ العدْل بين النساء منفيّ قطعاً في الآية التالية : ( و لنْ تستطيعوا أنْ تعْدلوا بين النساء و - لو حرّصْتُم - ) النساء 129 .
 فلو كان المقصود في الآية [ تعدّد الزوجات ] ، فالقاعدة اللغوية تقضي أن تقول الآية الكريمة : [ فتزوّجوا مَـنْ ] طابَ لكم منَ النساء ، لكنّ الآية تقول : ( فانكحوا مـا ) للدلالة على الزواج [ الرمزي ] و ليس [ العمليّ ] .

النكـاح و الزواج :
 إنّ كلمة [ النكاح ] في القرآن الكريم ، تدلّ على [ عدَم لمس المرأة ] لقوله تعالى : ( يا أيّهـا الذين آمنوا إذا - نكـحتُم - المؤمنـات ثُمّ طلّقْتموهنّ منْ قَبْل أنْ - تمسّـوهُنّ - فمـا لكمْ عليْهنّ منْ عِدّة ) الأحزاب 49 ، فهو يعني عقد القران فقط : ( و لا تعزموا عقْدةَ النكاح حتّى يبلغ الكتابُ أجلَه ) البقرة 235 .
 بينمـا كلمة [ الزواج ] تعني الدخول في المرأة : ( فلمّـا قضى زيدٌ منهـا وَطَراً - زوّجْنـاكَهـا - ) الأحزاب 37 .
.
 إذَاً يُسْمَحُ فَقَطْ بِتَعَدُّدِ الزَوْجَاتِ في حَالَةٍ [ اسْتِثْنَائيَّةٍ خَاصَّةٍ جِدّاً ] ، هِيَ تَحْقيقُ الإقْسَاطِ في [ يَتَامَى المُجْتَمَعِ ] ، أَيْ يَجِبُ أنْ تَكُونَ الزَوْجَةُ [ الثَانِيَةُ أوِ الثَالِثَةُ أوِ الرابِعَةُ ] ، أَرْمَلَةٌ وَ عِنْدَهَـا أيْتـَامَاً صِغَاراً ، وَ يَجِبُ إحْضَارُ أيْتَامِهَـا مَعَهَا ، مِنْ أجْلِ رِعَايَتِهِمْ وَ الإقْسَاط إلَيْهِمْ ، وَ هَذا الشَرْطُ وَاضِحٌ مِنْ خِلاَلِ الآيَةِ حَيْثُ بَـدَأتْ بِ [ إنْ ] الشَرْطيَّة ، وَ وُجُودِ حَرْفِ [ الفَـاء ] الذي هُوَ جَوابُ الشَرْطِ في كَلِمَةِ [ فـانكِحُوا ]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)))

ختاما : اشكر الدكتور على منصور كيالي جزيل الشكر على الرد المفصل كما واشكر اولي الاباب والذين يستمعون القول فيتبعون احسنه والذين سيتقبلون هذه المقالة والتي تعتبر خارجه عن العرف العام بكل رحابة صدر لانها جاءت بصيغة قرانية بحتة (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا) اما الاخوة المخالفون في الرأي اتمنى منهم قراءة المقالة بتدبر وحكمة ومراجعة النص القراني المذكور فيها بتأني للوصول الى الحقيقة الواضحة للعيان
 واخر ماانهي به هذه المقالة هو قوله تعالى :

(وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50))

دمتم بود

"حيدر علي"

تم عمل هذا الموقع بواسطة