منذ الطفولة ونحن نعيش كي يحيا الوطن
دون ان نعرف لماذا علينا ان نضحي بانفسنا من اجل وطن يضحي بابناءه دوما ليعيش!
من انشا هذا الوطن، ومن اعطاه هذا الجبروت
ومن سمح له بالمتاجره بارواحنا في سبيل بقاءه!
اسئلة قد تكون من الصعب طرحها حتى بين المرء وقلبه
لانها تؤدي الى الاشراك بقدسية مانسميه وطن!
عشقناه.. راضخين لامر القدر، متناسين بان اصعب الود هو ماكان من طرف واحد
مغيبين.. كما في حالات الغرام العشقي
حتى افقنا على صوت منبه من انين
جعنا نتسائل مجددا ماهو الوطن؟
ومن الذي كبل الناس داخل اسوار وحوجز وقد خلقوا احرارا
المن يقول الله في كتابه المجيد ((واسعوا في مناكبها))
فلم جعلنا مناكب الارض متمثلة بمساحة ((438,446 كم2)) فقط!؟
المن توبخ الملائكة يوم القيامة من يتحججون بانهم كانو مستضعفين في الارض؟؟
((إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها))
الم نعيش مستضعفين في هذه الارض التي اسميناها وطن دون ادنى مراعاه لمشاعر هذا المسمى الجليل!!
واليوم وحينما حان وقت الرحيل
وبعد ما فتحت لنا الانسانية اوطانها
نرى كثير منا يتهم المهاجرين بالخيانة!!
لم لا ونحن شعب تشبع بالدم
زرع فينا هذا الوطن حب الانا بينما زرعت تلك الاوطان بابنائها ((حب لاخيك ماتحب لنفسك))
زرع فينا تكفير الاخر بينما زرعت فيهم اوطانهم ((لااكراه في الدين))
جعلنا نسب ونلعن من يخالفنا بالرأي عكسما فعلت اوطانهم بأعتمادهم على مبدا ((وامرهم شورى بينهم))
زرع فينا مخافة الله قبل محبته!!
جعلنا نذهب الى الصلاه خوفا من النار وليس طمعا في الجنة!!
جعنا نقراه القران لنحفظه وليس لنتدبره!!!!
جعنا نغتب ونسرق ونزني ونشرب ونكذب ثم نكفر من هم من غير ديننا!!!!
جعلنا وجعلنا وجعلنا...... حتى اضعنا ديننا
بينما وجدناه هناك.. في اوطان خلقت من الانسانية ديننا تقربو فيه الى الله زلفا!
فنحن لانحتاج الى المساجد كي نتعرف الى الله
فالله يسري مع العبد مسرى الدم
وهو اقرب اليه من حبل الوريد
فلو وفروا العرب مساجدهم واعطوا اموالها الى المحتاجين لاصبحنا خير امة اخرجت للناس!!
فلا تبني لي مسجدا كي اتعرف الى الله
بل اعطني انسانية وساعطيك دين اسلامي حنيف يامر بالمعروف وينهى عن المنكر
اعطني انسانية و ساعطيك صوت يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم
اعطيني انسانية وساعطيك دينا قيما مله ابراهيم حنيفا وماكان من المشركين
اعطني انسانية واتركني اسير على فطرة الله التى فطر الناس عليها
فالدين ليس وسيلة للقتل والذبح بل هو منبع للحياه
كما انه ليس وسيلة لتكفر الاخير بل هو وسيلة لااحترام الاخر
كما انه ليس بمسبحه وجامع!!
اجل الدين هو الانسانية
وبالعودة الى معنى الوطن فهو بكل تاكيد ملاذا للانسانية
ولايقتصر هذا الوصف على بلادي فقط وانا على سائر بلاد المتأسلمين
عفوا ااقصد بلاد المسلمين
والذين لم يعرفوا من الله الا ((العمائم + اللحايا))
حتى اصبحوا ينعتون الغرب بالكافر!! بينما يذهبون للتصيف والاستجمام اليهم سنويا!!
لما لا وهم من الطبقة العضمى التي تطالب دائما بدولة اسلامية بينما تسافر مع اقرب فرصة الى الدول المدنية
ربما سيسألني البعض ولما لاتهاجر انت بينما تحرض على الهجرة!
وهنا ساجيب: بأن لكل شخص وطن ينتمي اليه
ووطني هم ((عائلتي)) اينما حلوا او ارتحلوا، والذين لااقوى بدونهم ولاعلى تركهم داخل وطن اكثر مايقدمه لساكنيه هو دور المتفرج!
ولكني سارفع القبعة لكل عائلة او شخص اختار الانسانية لتكون وطنا جديدا له ! !
الم نتعلم في مادة ((الجغرافيا)) بان الوطن هو اسم يطلق على الملاذ الذي يسكن فيه الفرد ويوفر له كامل احتياجاته؟؟
فاينما وجد الملاذ الصالح للسكن وجد الوطن
واينما وجدت الانسانية وجد الوطن!
ولنتذكر دائما عبارة :
((رب وطن لم تلدك فيه امك))
تحياتي
حيدر علي